يشهد المشهد السياسي والإعلامي في إسرائيل تصاعدًا في حدة الجدل والتوتر بعد الإعلان عن استلام رفات جندي إسرائيلي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار تنفيذ اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى الأخير مع حركة حماس.
بدأ الجدل عندما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الاثنين، عن تسلم قوات الجيش وجهاز الشاباك نعشًا يحوي رفات أسير إسرائيلي من قطاع غزة، وهي خطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لإعادة رفات الأسرى القتلى من القطاع، حيث تم نقل الرفات إلى مركز الطب الشرعي الإسرائيلي لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد هويته النهائية، وقد أكد مكتب نتنياهو في بيانه أن جهود إعادة جميع الرفات مستمرة ولن تتوقف حتى عودة آخر شخص.
تصاعد التوتر بشكل كبير عندما أفادت مصادر أمنية إسرائيلية، بعد إجراء الفحوصات الأولية، بأن الرفات التي سُلِّمت مؤخرًا ليست لجندي جديد من قائمة الرهائن المتبقين، بل هي بقايا جثة جندي إسرائيلي (أوفير تسرفتي) سبق أن عثرت عليها القوات الإسرائيلية وتم نقلها ودفنها في إسرائيل قبل نحو عامين، وتزعم مصادر أخرى أنها قد تكون أجزاء إضافية من جثة سُلِّمت سابقًا، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية.
وعلى الفور، اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حركة حماس بـ“انتهاك وقف إطلاق النار” و“المماطلة والتلاعب” بعملية تسليم الرفات، مشددًا على أنه سيعقد مشاورات عاجلة مع قادة المؤسسة الأمنية لبحث “الرد الإسرائيلي” على ما اعتبره خرقًا للاتفاق، في سياق تهديد واضح بتصعيد محتمل أو اتخاذ إجراءات عقابية.
في ظل هذا التطور، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية مطالبات متزايدة من وزراء اليمين المتطرف باتخاذ خطوات “حاسمة” ضد حماس، حيث طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء نتنياهو بـ“وقف التردد” وإصدار الأوامر بـ“تدمير حماس نهائيًا”، معتبرين أن استمرار حماس في التلاعب بالملف دليل على أنها لا تزال قائمة وقادرة على المقاومة، وهو ما يتناقض مع الهدف المعلن للحرب، كما دعت أصوات أخرى إلى العودة إلى القتال العنيف.
في المقابل، تشير تقارير إسرائيلية إلى أن المؤسسة الأمنية تدرس عدة خيارات للرد في حال استمرار المماطلة، قد تشمل تشديد القيود على المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة أو توسيع المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية داخل القطاع، بينما هناك ضغوط أمريكية لمنع إسرائيل من اتخاذ أي خطوات قد تعرض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر.
من جهتها، ردت حركة حماس على هذه الاتهامات ببيانات سابقة أكدت فيها أن عملية البحث عن رفات الأسرى المتبقين هي عملية معقدة للغاية بسبب الركام الهائل في قطاع غزة الناتج عن القصف الإسرائيلي المستمر، وأن مقتل العناصر التي كانت مسؤولة عن هؤلاء الأسرى يزيد من صعوبة تحديد مواقع الجثامين بدقة، كما حذرت الحركة من أن أي تصعيد إسرائيلي أو استئناف للحرب سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين المتبقية.
ويُذكر أن عدد الرفات الذي سُلِّم حتى الآن ارتفع إلى نحو 17، ولكن مع التشكيك الإسرائيلي في هوية بعض الرفات، يبقى عدد الرفات الذي يعود لأسرى قتلى جدد ومؤكد الهوية محل جدل وتضارب في الأرقام بين الطرفين، مما يعمق الأزمة حول استكمال الجزء الثاني من صفقة التبادل المتعلق بالرفات.

“الدعم السريع” تعلن موافقتها على مقترح هدنة إنسانية في السودان
“الليكود” يعلن إعادة انتخاب نتنياهو رئيسًا للحزب وترشيحه لسباق رئاسة الوزراء المقبل
الإعلام الحكومي في غزة: 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض
إسرائيل تشن غارات مكثفة على جنوب لبنان بعد إنذارات بإخلاء فوري