خاص
رغم توقف الحرب لم يتمكن الاف النازحين في اليمن من العودة الى بيوتهم ومازالوا يعيشون في العراء هم ونسائهم وأطفالهم، خوفا من بطش الميليشيات او تعرضهم للاعتقال في حال قرروا العودة الى قراهم ومدنهم التي تركوها هربا من لهيب الحرب، فالكثيرون منهم يفضلون العراء على العودة الى الاماكن التي شهدت اشتباكات كادت ان تودي بحياتهم هم وعائلاتهم، وقذائف عشوائية تطلقها الميليشيات على البيوت بلا رحمة.
يقول أحد النازحين واسمه (محمد) لموقع الوعل اليمني:” لولا ان الوضع وصل الى حد الموت ما تركنا بيوتنا واعمالنا ورحلنا الى هذه الخرق البالية المسماة خيام، ولولا اطفالنا لفضلنا الموت في بيوتنا ولكن ما ذنب الاطفال حتى يلاقوا هذا المصير”.
وتؤكد زوجته (دلال) كلامه قائلة:” هربنا من عدو لا يرحم كان يضرب البيوت بلا رقيب ولا حسيب وكنا نسمع اصوات الصرخة والفرح مع كل قذيفة تسقط في بيت وكأننا من بني إسرائيل، عندها نظرنا الى اطفالنا المساكين وقررنا السفر الى صنعاء كمايقول المثل قارب الخوف تأمن، وصرنا هنا نعيش على البركة يوم نأكل وثلاثة ايام ننام جائعين”.
معاناة فصل الشتاء
ومع دخول فصل الشتاء يواجه أكثر من مليون نازح خطر الموت داخل ١٧٠٠ مخيم عشوائي بحسب المجلس الاعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية” سكمشا”، والذي اشار في تقرير له صدر نهاية ديسمبر ٢٠٢٢ الى ان هذه المخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأساسية، وقال التقرير ان اعداد النازحين قد ارتفعت بشكل قياسي خلال العام الماضي ما زاد معاناة النازحين بما فيهم كبار السن والاطفال الذين قد لا يجدون ما يتقون به شدة البرد الذي يتوقع ان يكون شديدا جدا هذا العام، مع انعدام شبه تام للمواد الغذائية والمساعدات الطبية.
احدى النازحات واسمها (خديجة) تقول ان موجة البرد اصابت ابنائها الأربعة بنوبات حادة من السعال وارتفاع في درجة الحرارة ولذلك فهي تخشى من ان تكون هذه اعراض فيروس “كورونا” القاتل، وقالت خديجة بانها لم تجد ما تعالج به أطفالها سوى حبات الليمون والكمادات، مضيفة بالقول:” رغم ان البرد لا يزال في بدايته ولكن اطفالي عانوا كثيرا ولا أدري كيف سيكون الوضع في نوفمبر وديسمبر ويناير “
من جانبه، قال نازح يدعى (موسى) انه وعائلته لم يستلم اي مساعدات منذ شهر مايو الماضي، ويعيش هو واسرته من عائد بيع القوارير البلاستيكية وبعض الاسلاك القديمة ونفقات اهل الخير والتجار”، ويفكر موسى حاليا في كيفية توفير بطانيات لأفراد عائلته في الشتاء الذي يبدو باردا جدا هذا العام، فالبطانيات التي يملكونها لم تعد تصلح للاستخدام بسبب تهالكها.
معوقات
وقال مصدر في منظمة “اليونيسف” فضل عدم الكشف عن هويته ” لموقع الوعل اليمني”، المنظمة تحاول بقدر الامكان ايصال المساعدات للمستحقين في المخيمات وخصوصا الاطفال رغم وجود الكثير من المعوقات سواء من قبل بعض الاطراف “المعادية للمنظمات” او بعض المعوقات الأخرى منها تزايد اعداد النازحين وانتماء بعض عقال الحارات المعنيين بتسجيل الحالات الطارئة لجهات معينة وغيرها من الصعوبات ولكن منظمة اليونيسف بالتعاون مع المركز المجتمعي للنازحين ومنظمة NRC ستواصل تقديم كافة أشكال المساعدة بقدر الامكانيات المتاحة”.
وناشد المصدر جهات لم يسمها بالسماح بوصول المساعدات لمستحقيها والتعامل مع منظمات الامم المتحدة بأمانة وشفافية بعيدا عن التعصب المذهبي والجشع قبل دخول موجة الصقيع التي باتت على الأبواب” .
كما ناشد المصدر تلك الجهات “ الكف عن التحريض على المنظمات في الوقت الذي يحتاجها الشعب، فنحن في النهاية ليس لنا اي هدف سوى مد يد العون للشعب اليمني والمساعدة في التخفيف من اثار الحرب المدمرة المشتعلة منذ تسع سنوات”.