فيضانات إندونيسيا تقتل 150 شخصاً وتدمر الآلاف من المنازل

شهدت إندونيسيا ارتفاعاً كبيراً ومقلقاً في حصيلة الضحايا والنازحين جراء سلسلة من الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية التي ضربت مناطق واسعة في البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديداً في مقاطعات سومطرة الغربية و جاوة الغربية.

وقد أعلنت وكالة إدارة الكوارث الوطنية (BNPB) عن حالة تأهب قصوى، مشيرة إلى أن الأمطار الموسمية الغزيرة، التي فاقت المعدلات الطبيعية، هي السبب الرئيسي وراء هذه الكوارث الطبيعية المتزامنة.

البيانات الأخيرة الصادرة عن السلطات الإندونيسية تشير إلى أن عدد القتلى المؤكد تجاوز 150 شخصاً، بينما لا يزال هناك أكثر من 70 مفقوداً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، مما ينذر بارتفاع محتمل في الحصيلة النهائية للضحايا.

وتتركز معظم الخسائر البشرية في المناطق الجبلية والمنحدرات التي شهدت انهيارات أرضية ضخمة جرفت منازل بأكملها ودفنت قرى صغيرة، لا سيما في مقاطعة سومطرة الغربية، حيث أعلنت السلطات أن أكثر من 100 جثة انتُشلت من تحت الأنقاض والطين.

على الصعيد الإنساني، تسببت الكوارث في نزوح ما يزيد عن 40 ألف شخص من منازلهم، حيث تم إجلاؤهم ونقلهم إلى ملاجئ مؤقتة ومراكز إيواء أُنشئت في مبانٍ حكومية ومدارس ومساجد.

وقد تضررت البنية التحتية بشكل كبير، حيث أفادت تقارير رسمية بتضرر أكثر من 7000 منزل، وتدمير مئات الجسور والطرق الحيوية، مما أدى إلى عزل عدد من القرى وصعوبة وصول فرق الإغاثة والمساعدات إليها. كما تضرر ما لا يقل عن 200 هكتار من الأراضي الزراعية، مما يثير مخاوف بشأن الأمن الغذائي في المناطق المتضررة.

وقد سارعت الحكومة المركزية في جاكرتا، بالتعاون مع الوكالات الدولية ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية، إلى إرسال فرق الإنقاذ والمساعدات العاجلة، بما في ذلك الأغذية والمياه النظيفة والأدوية والخيام.

ومع ذلك، تواجه جهود الإنقاذ تحديات لوجستية ضخمة بسبب استمرار الأمطار في بعض المناطق، ووعورة التضاريس، وصعوبة استخدام المعدات الثقيلة في المناطق التي غمرتها الأوحال والفيضانات.

وفي سياق متصل، حذر خبراء الأرصاد الجوية من استمرار هطول الأمطار الغزيرة في الأسبوع القادم، مما يزيد من احتمالية حدوث موجات جديدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية، داعين السكان في المناطق المعرضة للخطر إلى الالتزام بأوامر الإخلاء الفوري.